فوائد الصيام كثيرة جدا ومتعددة. والصيام هو الامتناع الطوعي عن الطعام والشراب لفترات زمنية محددة ومتكررة، وتبدأ ساعات الصيام عادة من 12 ساعة.
لا يجب الخلط بين الصيام والجوع، والذي هو عبارة عن حالة من نقص التغذية المزمن الذي لا يكون طوعياً ولا مضبوطاً، وقد يصل إلى ذروته بفشل الأعضاء والموت!
كيف يعمل جسمك خلال الصيام؟!
تم تصميم جسمك ليحميك من الجوع! وللقيام بذلك، يعمل على تخزين احتياطي من العناصر الغذائية اللازمة للبقاء على قيد الحياة عند تناول الطعام.
عندما تصوم فإن هذا السلوك يضع الخلايا تحت ضغط معتدل، ويبدأ جسمك في إطلاق تلك المخازن لتزويد نفسه بالطاقة! يؤكد الأطباء أنه طالما لجسمك الوقت للتعافي من فترة الصيام، أي بين الغروب وشروق اليوم الموالي، فلن تواجه آثار سلبية.
وتعتبر إحدى النتائج الفورية لهذا النوع من النظام الغذائي هي فقدان الوزن، لأن جسمك يستخدم سعرات حرارية أكثر مما يستهلكه!
الصيام والسرطان:
أظهرت الدراسات الحديثة على الحيوانات وبعض التجارب البشرية الأولية انخفاضًا في خطر الإصابة بالسرطان، حيث استنتجت هذه الدراسات أن ذلك قد يكون بسبب فوائد الصيام التالية:
- انخفاض إنتاج الجلوكوز في الدم.
- تحفيز الخلايا الجذعية لتجديد جهاز المناعة.
- الغذاء المتوازن.
- تخفيض مستوى الدهون الثلاثية.
- تخفيض مستوى الكوليسترول الضار.
إن اتباع نظام غذائي يحاكي الصيام كل شهرين يقلل من خطر الإصابة بالسرطان! وكانت النتائج متشابهة في تجربة أجراها نفس العلماء مع 19 شخصًا، أظهرت انخفاض المؤشرات الحيوية وعوامل الخطر السرطان.
أظهرت الأبحاث أن الجمع بين الصيام والعلاج الكيميائي أبطأ من تطور سرطان الثدي وسرطان الجلد، حيث تسببت طرق العلاج المشتركة بين الصيام والعلاج الكيميائي في إنتاج الجسم لمستويات أعلى من الخلايا السلفية اللمفاوية الشائعة والخلايا الليمفاوية المتسللة إلى الورم.
الخلايا السلفية اللمفاوية الشائعة هي الخلايا الأولية للخلايا الليمفاوية، وهي خلايا الدم البيضاء التي تهاجر إلى الورم وتشتهر بقتل الأورام!
أشارت الدراسة نفسها إلى أن الجوع قصير الأمد يجعل الخلايا السرطانية أكثر استجابة للعلاج الكيميائي، مع حماية الخلايا الطبيعية، كما أنه يعزز إنتاج الخلايا الجذعية.
فوائد الصيام ضد الأمراض العصبية:
بخلاف الصيام، تتميز الأيام العادية بثلاث وجبات أو أكثر يوميًا، وقد تؤدي – جنبًا إلى جنب مع نمط الحياة الخاملة – إلى زيادة خطر إصابة الشخص بمرض عصبي مزمن!
الأدلة التي تدعم فوائد الصيام كعلاج للاضطرابات العصبية البشرية التالية غير مباشرة، (حيث أجريت تجارب على الحيوانات فقط!):
- التنكس العصبي.
- السكتة الدماغية.
- الصرع.
- الصوم يقوي الأداء الإدراكي.
الصيام قد يؤخر الشيخوخة، وهو عامل خطر رئيسي للأمراض العصبية. وبالإضافة إلى الشيخوخة، أشارت أدلة دامغة على الحيوانات والبشر إلى أن الصيام يمكن أن يمنع ويعالج متلازمة التمثيل الغذائي، وهو عامل خطر رئيسي آخر لمجموعة متنوعة من الأمراض العصبية.
فوائد الصيام ضد أمراض القلب:
الصيام الذي يعتمد على الامتناع التام عن تناول الطعام والشراب لساعات محددة خلال اليوم له دور محتمل في الحد من المخاطر المرتبطة بصحة القلب.
أغلب الأشخاص الذين يصومون بانتظام، يفعلون ذلك للحفاظ على صحتهم أو كجزء من شعائرهم الدينية (صيام رمضان)، فإن مخاطر الإصابة بأمراض القلب تقل بين هؤلاء الأشخاص، إذا ما كانوا من غير المدخنين! ورغم ذلك، أشارت نتائج عدة دراسات إلى تمتع الأشخاص ممن يتبعون أسلوبًا من أساليب حمية الصيام بصحة أفضل للقلب مقارنًة بمن لا يصومون.
كما أن الصيام له تأثيرا ملحوظة على عملية أيض الكوليسترول والسكريات داخل جسم الإنسان. إذ يساعد الصيام المنتظم على:
- إنقاص مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة، المعروف باسم الكوليسترول “الضار”.
- تحسين عملية أيض السكريات داخل الجسم.
وبالتالي قد يسهم ذلك في الحد من احتمالية:
- زيادة الوزن.
- الإصابة بداء السكري.
وهما من عوامل الخطر المرتبطة بالإصابة بأمراض القلب!
فوائد الصيام على الجهاز الهضمي:
حسب بحث استقصائي شمل أكثر من 2300 مقالا علميا، وخلص إلى أنه على عكس العديد من الأمراض التي يساعد صيام رمضان على علاجها ، يبدو أن الصيام الغير منظم:
- زيادة مضاعفات القرحة الهضمية (انثقاب القرحة الهضمية والنزيف).
- يؤثر سلبًا على مرضى القرحة الهضمية المزمنة أثناء العلاج بالعقاقير.
- لا يؤثر على مرضى قرحة الاثني عشر الذين يخضعون للعلاج.
لن يعاني الأفراد الأصحاء من أي أعراض في الجهاز الهضمي خلال الصوم حيث لم يتم رصد أي مضاعفات خطيرة في المقالات التي شملتها البحوث.
لكن في المقابل، تم إثبات أن الأعراض التالية تزداد خلال الصيام:
- الإِقفارُ أو نقص التروية المساريقي.
- القيء الحملي المفرط.
- التواء الأمعاء الدقيقة.
كذلك لم يلاحظ أي زيادة في الانغماد المعوي مجهول السبب خلال شهر رمضان، ولا يبدو أن الصيام يشكل مخاطر جسيمة على مرضى الأمعاء الالتهابية. بل له فوائد كثيرة.
كخلاصة يمكن القول أن الصيام آمن بشكل عام للأفراد الأصحاء، بل له فوئد كثيرة متبتة علميا. غير أنه لكنه قد يكون سببا في حدوث مضاعفات عند بعض الفئات، لذلك ننصح دائما باستشارة الطبيب.
المخاطر الصحية للصيام:
هناك بعض المخاطر الصحية المرتبطة بالصيام العشوائي:
- الجفاف: عادة ما يعاني الأشخاص الذين يصومون من الجفاف، ويرجع ذلك إلى أن أجسامهم وعدم الإلتزام بفضائل السنة النبية في هذا الباب. بالتالي فمن المستحسن أن يستهلك المسلمون خلال شهر رمضان الكثير من الماء قبل فترات الصيام وعدم الإفراط في الأكل في الليل، كما يجب على الأفراد الآخرين الذين يتبعون حمية الصيام المتقطع التأكد من حصولهم على كميات كافية من الماء والإنتباه من مخاطر الصيام العشوائي.
- حرقة المعدة: يؤدي نقص الغذاء إلى انخفاض حمض المعدة الذي يهضم الطعام ويدمر البكتيريا. لكن شم الطعام أو حتى التفكير فيه أثناء فترات الصيام يمكن أن يحفز الدماغ على إخبار المعدة بإنتاج المزيد من الأحماض، مما يؤدي إلى حرقة المعدة.
- عدم إنقاص الوزن: بينما يزعم العديد من خبراء التغذية أن الصيام المتقطع طريقة جيدة لفقدان الوزن، تقول مادلين فيرنستروم، باحثة دكتوراه، بمركز إدارة إنقاص الوزن التابع لمركز جامعة بيتسبرغ الطبي، إنه: “خلال الصيام يتم الفقدان السريع للسوائل، وليس فقدان الوزن!” . غير أن الصيام على الطريقة الإسلامية مختلف في هذا الجانب والذي يعد أحد مميزاته الكثيرة.
- الإبتعاد عن النظام الغذائي الصحي: يعتقد بعض المهنيين الصحيين أن الصيام المتقطع قد يدفع الناس بعيدًا عن توصيات الأكل الصحي، مثل تناول خمس حصص من الفاكهة والخضروات يوميًا. يخشى الكثير من أن الصيام قد يؤدي أيضًا إلى اضطرابات الأكل أو الإفراط في تناول الطعام!
- بعض الناس يميلون للخمول وقلة الحركة خلال فترة الصوم٬ وهذا خطأ لأن فوائد الصوم تزداد مع الحركة.
نصائح وإرشادات لممارسة الرياضة في رمضان:
- ممارسة الرياضة على الأقل 20 دقيقة يوميا فى مكان معتدل الحرارة، حتى لا يزيد من فقدان جسم الإنسان للسوائل مما قد يؤدي إلى الإصابة بالجفاف.
- ممارسة الرياضة قبل الإفطار مباشرة أو بعد الإفطار بساعتين أو ثلاث، وتجنب النشاط البدني بعد الإفطار مباشرة لأن جميع طاقة الجسم تكون في هذا الوقت موجهة نحو عملية الهضم.
- يجب استشارة الطبيب المعالج بالنسبة للمرضى قبل ممارسة أي نشاط بدني.
- الحرص على القيام بنشاطات عائلية مثل المشي والأعمال المنزلية.
- إذا شعرت بالدوار أو الغثيان أو ضيق في التنفس أو ألم في الصدر. أوقف النشاط البدني فورال.
- تجنب الإصابة بالجفاف أثناء فترة الصيام من خلال تناول كميات مناسبة من الماء.