مسلسل لعبة الحبار: من النجاح إلى الظاهرة العالمية

منذ إطلاقه عام 2021، أحدث مسلسل «لعبة الحبار» ضجّةً عالمية وحوّل الدراما الكورية إلى ظاهرة دولية نالت اهتمام المشاهدين من مختلف الثقافات. يطرح المسلسل سؤالًا جوهريًّا. إلى أي مدى يمضي الأفراد في تعريض حياتهم للخطر؟ يسعى الأفراد لتحقيق ثروة مالية. يريدون تحرير أنفسهم من الفقر والديون. ازدادت شعبيته بسرعة. كما استمرت شعبيته في النمو. ومع ذلك، حافظ المسلسل على طابعه الدرامي القاسي. كما ظل مُحمَّلًا بالدلالات الاجتماعية والثقافية.

وصلت شعبية «لعبة الحبار» إلى ذروتها بعد عرضه على منصة نتفليكس (Netflix). أصبح العمل مرجعًا فنيًّا ونقطة نقاشٍ للعديد من النقّاد والخبراء في مجال الإعلام. واليوم، في عام 2025، نلقي نظرة شاملة على المواسم التي عرضت حتى الآن. نركز خصوصًا على الموسم الثاني الذي صدر رسميًّا عام 2024. نتحدث أيضًا عن التوقعات والنقاشات الدائرة حول الموسم الثالث المُرتقب.


2. نبذة تاريخية عن ظهور مسلسل لعبة الحبار

بدأت فكرة «لعبة الحبار» منذ عام 2008. خطرت للمخرج هوانغ دونغ هيوك (Hwang Dong-hyuk). لكنه واجه صعوبات جمّة في إقناع شركات الإنتاج بتمويل العمل. يجمع هذا العمل ما بين إثارة الألعاب الطفولية والنقد اللاذع للمجتمع الرأسمالي. ظلّت فكرة المشروع حبيسة الأدراج لمدة طويلة. لاحت الفرصة الذهبية عام 2019 عندما تبنّت نتفليكس المشروع. جاء ذلك وسط سعيها إلى دعم الدراما الكورية والتوسع في الأسواق الآسيوية.

تكلّلت هذه المساعي بالنجاح عند طرح المسلسل أخيرًا في 17 سبتمبر 2021 على منصة نتفليكس. مع عرض الحلقات التسع للموسم الأول، حقق المسلسل نجاحًا غير مسبوق. تصدّر قوائم المشاهدة عالميًّا في أكثر من 90 دولة. ومنذ ذلك الحين، لم يعد اسم «لعبة الحبار» مجرّد عملٍ فنيٍّ عابر، بل تحوّل إلى ظاهرةٍ ثقافية واجتماعية عالمية.


3. فكرة العمل والمخرج هوانغ دونغ هيوك

يتبع المسلسل رؤية المخرج هوانغ دونغ هيوك في تسليط الضوء على معاناة الأشخاص الذين يعيشون أوضاعًا مادية خانقة. كما يبرز مدى اليأس الذي قد يدفعهم للمشاركة في تحدّيات قد تكلفهم حياتهم. اشتهر هوانغ بأعمال سينمائية سابقة تميّزت بجرأتها، مثل فيلمي «Miss Granny» و«The Fortress». لكن «لعبة الحبار» شكّل نقطة تحوّل في مسيرته. لقد جمع فيه ما بين التشويق النفسي. كما أضاف الرؤية الناقدة للفجوة الطبقية في المجتمع.

اعتمد المخرج على تحويل ألعاب طفولية بريئة إلى سيناريوهات مرعبة وصادمة، تتضارب فيها الأخلاق والمصالح والمشاعر الإنسانية. فثمّة من يفضّل خيانة أصدقائه للبقاء على قيد الحياة. وهناك من يتمسّك بمبادئه الإنسانية رغم معرفته أن السعر قد يكون حياته.


4. قصة مسلسل لعبة الحبار بإيجاز

تدور حبكة «لعبة الحبار» حول مجموعة من الأشخاص يعانون من ضائقة مالية حادّة. يتم اختيارهم للمشاركة في سلسلة ألعاب قاتلة مستوحاة من التراث الكوري. الفائز الأخير يحظى بمبلغ 45.6 مليار وون كوري. ومن أبرز الشخصيات في المسلسل:

يُحتجز اللاعبون في مكانٍ مغلق وخاضعٍ للمراقبة الدائمة من قبل حرّاسٍ مقنعين بملابس زهرية لافتة. تتصاعد أحداث المسلسل عبر ست ألعاب كلاسيكية، مثل “ضوء أحمر، ضوء أخضر” و“شد الحبل”. اللاعب الخاسر يواجه عقوبة الموت الفورية، مما يخلق جوًّا من الرعب والترقّب.


5. النجاح والأرقام القياسية

ما إن طرح الموسم الأول عام 2021، حتى قفز «لعبة الحبار» إلى قائمة أنجح المسلسلات في تاريخ نتفليكس. حقّق معدلات مشاهدة قياسية:

بحلول نهاية عام 2021، أصبح «لعبة الحبار» محور أحاديث السوشيال ميديا والصحافة. ظهرت تحدّياتٌ عدة مقتبسة من ألعابه، مثل “كسر قرص العسل”. حاز اهتمام المشاهير في العالم الذين أبدوا انبهارهم بالقصة والفكرة.


6. الموسم الثاني: موعد العرض وأصداء النجاح (عُرض عام 2024)

بعد النجاح الكاسح للموسم الأول، أعلن المخرج هوانغ دونغ هيوك رسميًّا عن تحضير موسم ثانٍ. في صيف عام 2023، عادت نتفليكس لتكشف عن تفاصيل العمل وموعد عرضه. توافدت الأخبار المؤكّدة لاحقًا حول الانتهاء من التصوير في أواخر العام نفسه. وفي نهاية عام 2024، صدر الموسم الثاني من «لعبة الحبار» عالميًّا على نتفليكس. حقق أرقام مشاهدة جديدة وغير مسبوقة. هذا النجاح تحقق رغم منافسة عدة أعمال بارزة في عالم الدراما والإثارة.

6.1 الحبكة الموجزة للموسم الثاني لمسلسل لعبة الحبار

يركّز الموسم الثاني على تداعيات الأحداث الصادمة التي شهدناها في ختام الموسم الأول. يعود سونغ غي هون إلى الواجهة بعدما اتخذ قرارًا مصيريًا في نهاية الموسم السابق، إذ قرّر مواجهة منظّمي اللعبة والسعي لكشف الحقائق المخفية وراء الستار. شهد الموسم الثاني إدخال شخصيات جديدة لكل منها قصة درامية فريدة. تضاف هذه الشخصيات إلى بعض الشخصيات الناجية التي تستمر في معاناتها من صدمة ما مرّت به.

مسلسل لعبة الحبار
مسلسل لعبة الحبار

تضمّنت الألعاب في الموسم الثاني تحدّياتٍ جديدة أكثر وحشية وإبداعًا من سابقتها، لتستمر روح الإثارة والتشويق. وقد برع المخرج في تصوير الصراع النفسي العميق للاعبين الذين يعودون من جديد لخوض تجربة تقترب بهم من حافة الموت، إمّا بسبب حاجتهم الملحّة للمال أو بدافع الانتقام وكشف الحقيقة.

6.2 الأصداء النقدية والجماهيرية

حظي الموسم الثاني بإشادات نقدية واسعة أشادت بكيفية تطوير الشخصيات والإبقاء على عنصر المفاجأة والتصاعد الدرامي. وُصف الموسم الثاني بأنه أكثر تعقيدًا ونضجًا من الموسم الأول، وأضيفت أبعادٌ إنسانية أعمق حيال تداعيات المشاركة في تلك الألعاب.
على الصعيد الجماهيري، استمر «لعبة الحبار» في تسيّد منصات السوشيال ميديا عالميًّا، حيث ناقش المتابعون تحوّلات الشخصيات وانعكاس الأحداث على مصائرهم. كما ظهرت تحدّياتٌ جديدة مستوحاة من الألعاب المبتكرة للموسم الثاني.


7. الموسم الثالث من مسلسل لعبة الحبار

لم تُصدر نتفليكس بيانًا رسميًّا حول الموسم الثالث في وقتٍ مبكر. نجاح الموسم الثاني في عام 2024 دفع المنصة للإعلان مبدئيًّا عن عزمها التعاون مجددًا مع المخرج هوانغ دونغ هيوك. وفي عام 2025، بدأت الشائعات والتقارير الصحفية بالحديث عن بدء التحضيرات لإنتاج الموسم الثالث، وإن كان بشكلٍ أولي وغير مكتمل.

7.1 ما الذي يمكن توقعه في الموسم الثالث؟

تشير التسريبات الأولية إلى احتمال توسيع نطاق أحداث مسلسل لعبة الحبار خارج حدود كوريا الجنوبية. قد تمتدّ اللعبة لتشمل دولًا أخرى. كما قد نرى تفاعلاً دوليًا مع “اللعبة” التي باتت ظاهرة عالمية. كما يتوقع كثيرٌ من المراقبين تعميق خطّ الحبكة المتعلق بشخصيات الموسم الثاني التي نجت أو تغيّرت جذريًّا جراء الأحداث.
لا تزال الألغاز المحيطة بـ “المضيف” و”المشرف” (Front Man) مفتاحًا للتشويق، وقد يكشَف المزيد حول منظّمة اللعبة العالمية وكيفية تمويلها وتجنيد اللاعبين. بعض التكهّنات تذهب إلى إمكانية تضخيم قيمة الجائزة ماليًّا أو تغيير شكلها، ليتضاعف حجم المخاطرة والألم البشري.


8. شخصيات رئيسية وجديدة

8.1 سونغ غي هون (Lee Jung-jae)

يظلّ المحرّك الرئيسي لأحداث الموسم الثاني، حيث تحوّل من شخصٍ خائفٍ ومتهوّر إلى رجلٍ مصمّم على كشف الأسرار مهما كلّفه الأمر. نضجت شخصيته بشكلٍ واضح في الموسم الثاني بعد أن واجه ندمًا وتأنيب ضميرٍ حيال علاقاته السابقة.

8.2 شخصيات الموسم الأول التي عادت

8.3 الوجوه الجديدة في الموسم الثاني


9. رمزية الألعاب ودلالاتها

تظل الألعاب الطفولية الواجهة الظاهرية للمسلسل. لكنها تفصح عن عمق رمزي. يربط هذا العمق بين البراءة المفقودة في مرحلة الطفولة والواقع القاسي للمجتمع الرأسمالي المعاصر. في الموسم الثاني، تميّزت الألعاب الجديدة بكونها أكثر تعقيدًا على المستوى البدني. كما أنها جاءت أكثر تعقيدًا على المستوى النفسي. يعكس ذلك ازدياد حدة الصراع الداخلي لدى الشخصيات. كما يتوغل في استغلال خوفهم وطموحاتهم.

مثال على ذلك: إحدى الألعاب كانت محاكاة للعبة تقليدية تلعب في الأحياء الشعبية. أضيفت إليها طبقات من الفخاخ والتفاصيل الخادعة. جعلت هذه الإضافات فرصة الفوز أصعب بكثير. تعكس هذه الإضافة فكرة أنّ الإنسان في المجتمع المعاصر يظن أن الطريق إلى النجاح مألوف. لكنه يصطدم بعراقيل مميتة لا تخطر على باله.


10. التغييرات الدرامية في الموسم الثاني

جاء الموسم الثاني ليوسّع عوالم الشخصيات ويُظهر كيف أثّرت التجربة المروعة للموسم الأول عليهم. فعلى سبيل المثال، لم يعد اللاعبون ينطلقون من نقطة الضعف المادية فحسب، بل ازداد ثقل الدوافع الأخلاقية والانتقامية. برع الكاتب والمخرج في خلق مسارات درامية جديدة. هذه المسارات توازن بين الحاجة المالية للمشاركين ورغبتهم في كشف الحقيقة أو الانتقام.

من أبرز الملامح الدرامية هو الصراع الداخلي للشخصيات التي عايشت الرعب مسبقًا. تدخل اللعبة ثانيةً إمّا لإنقاذ قريبٍ أُسِرَ داخلها أو لكشف المزيد من خباياها. قدّم الموسم الثاني صورةً أكثر سوداوية عن تورط شخصيات ذات نفوذ ومال في إدارة هذه الألعاب. أثار ذلك قضايا اجتماعية أكبر.


11. الجوانب الاجتماعية والنقد اللاذع

بقي مسلسل «لعبة الحبار» وفيًّا لخطّه النقدي تجاه الفوارق الطبقية والعنف الاقتصادي الذي قد يجرّد الإنسان من مبادئه. في الموسم الثاني، توسّع هذا النقد ليشمل:

  1. الاستغلال العالمي: تلميحاتٌ إلى أنّ جهاتٍ دولية نافذة تستثمر في رعب هذه الألعاب القاتلة باعتبارها وسيلة لتحقيق مكاسب ترفيهية سرّية.
  2. المسؤولية الأخلاقية: أثار المسلسل نقاشات حول تورّط اللاعبين أنفسهم، وكيف يمكن للضحية أن يتحوّل جلّادًا تحت ضغط الحاجة أو الانتقام.
  3. الحياة مقابل المال: يواصل المنظّمون استغلال الأفراد. هؤلاء الأفراد يعانون من الديون والمشاكل المعيشية. هذا يعكس صورتهم كضحايا لمجتمع رأسمالي متوحش.

12. تأثير مسلسل «لعبة الحبار» عالميًا

لم يكن تأثير مسلسل لعبة الحبار مقتصرًا على كوريا الجنوبية أو آسيا فحسب، بل شمل العالم بأسره. انتشرت أزياء الحُرّاس الزهرية والأقنعة الرمزية في احتفالات الهالووين والحفلات التنكرية على امتداد قارات مختلفة. وازدهرت صناعة الكوسبلاي (Cosplay) المستوحاة من شخصيات المسلسل وألعابهم.

في الوطن العربي، لاقى المسلسل تفاعلًا كبيرًا بسبب تشابه بعض القضايا الاجتماعية، مثل أزمة الديون والبحث عن فرص عمل. كما انتشرت تحدّيات “قرص العسل” على منصات التواصل الاجتماعي. أصبحت المقاطع القصيرة لأشخاصٍ يحاولون كسر القطعة دون إتلاف شكلها رائجة بكثرة. وفي أوروبا وأمريكا، أقيمت فعاليات شعبية متنوّعة لمحاكاة أجواء الألعاب بشكلٍ رمزي لا ينطوي على خطرٍ حقيقي.


13. الانتقادات والإشادات

رغم الشعبية الجارفة، تلقّى المسلسل جملةً من الانتقادات على غرار:

  1. العنف المفرط: تضمّن الموسم الثاني أيضًا مشاهد بالغة القسوة. أثارت هذه المشاهد تحفّظ أولياء الأمور والهيئات التربوية. تخوّفوا من تأثيرها على المراهقين والأطفال.
  2. استغلال معاناة الفقراء: يرى البعض أنّ العمل يبتكر سيناريوهات صادمة تستغلّ بؤس الشخصيات، مما قد يبالغ في تصوير الواقع المعقّد.

ومع ذلك، تلقّى العمل إشادات واسعة. قدرته على إبراز الجوانب الإنسانية للشخصيات وتعريتها أمام الظروف القاسية تستحق الإعجاب. كذلك، تطوّر المستوى الإخراجي وحبكة السيناريو. فازت بعض حلقات الموسم الثاني في عام 2024 بجوائز دولية مهمة. أبرز هذه الجوائز كانت جائزة الإيمي لأفضل عمل درامي أجنبي. حصل الممثل لي جونغ جاي على تقدير كبير لأدائه المتقن.


14. تأثير مسلسل لعبة الحبار على مسيرة الممثلين

حقق أبطال «لعبة الحبار» ثمار نجاحهم العالمي. انتقلوا من نجوم محليين إلى وجوه عالمية. تطلبهم كبرى الوكالات الإعلانية وشركات الإنتاج الهوليوودي. وفيما يلي بعض الأمثلة:


15. الجوانب الإنتاجية والميزانية

رُصدت ميزانية ضخمة للموسم الأول، وقد تضاعفت تقريبًا للموسم الثاني بعد النجاح التجاري الكبير الذي حقّقه مسلسل لعبة الحبار. ساهم الاستثمار القوي من نتفليكس في تحسين جودة الإخراج والمؤثرات البصرية وتصميم مواقع التصوير. كذلك، أتاح هامش الحرية الإبداعية للمخرج هوانغ دونغ هيوك الفرصة لاستكشاف عناصر جديدة وقصص فرعية أكثر تشويقًا.

أنشأت نتفليكس استوديوهات إنتاج خاصة في كوريا الجنوبية وخارجها. الهدف هو استيعاب توسّع «لعبة الحبار» في الموسم الثاني. تضمن هذه الاستوديوهات سلاسة عمليات التصوير بعيدًا عن أعين المتطفلين. هذا أصبح ضروريًا مع ارتفاع شهرة العمل وتلهّف الصحافيين للحصول على تسريبات حول الحبكة.


16. القضايا الأخلاقية المثارة في الموسم الثاني

توسّعت دائرة النقاش الأخلاقي في الموسم الثاني لتشمل قضايا أكثر عمقًا، أبرزها:

إقرأ أيضا : صراع العروش: قصة ملحمة الممالك السبع


17. توقّعات وتطوّرات المستقبل (الموسم الثالث لمسلسل لعبة الحبار)

مع احتدام التشويق في نهاية الموسم الثاني، ترك المخرج الباب مواربًا أمام احتمالات كثيرة. من بين الأفكار التي تنتشر في أوساط المحلّلين والمتابعين:

  1. اللعبة على نطاق عالمي: قد نشهد مشاركة لاعبين من دولٍ عدّة، وربما تتلاقى الفروع المختلفة لنفس المنظمة في تحدٍّ عالمي.
  2. تصفية الحسابات: قد يفتح الباب أمام ضحايا سابقين تحرّكهم روح الانتقام والتنظيم السري لمجابهة القائمين على اللعبة.
  3. تورّط جهات حكومية: من المحتمل أن يتطرّق الموسم الثالث إلى مدى ضلوع مسؤولين حكوميين في إدارة هذه اللعبة القاتلة. قد يتناول أيضًا تورط نخب سياسية في تمويلها. هذا ما قد يعرضه مسلسل لعبة الحبار في مواسمه القادمة.

تشير التوقعات إلى أنه في حال استقرت الأمور الإنتاجية والأفكار الدرامية، فقد يعرض الموسم الثالث بين نهاية 2025 ومنتصف 2026. سيكون هناك تركيز أكبر على الصراعات الدولية والبعد السياسي للعبة. حتّى الآن، لا تزال الشركة المنتجة والمخرج يحاولان التكتم على تفاصيل الأحداث لحفظ عنصر المفاجأة.


18. خلاصة مسلسل لعبة الحبار

تحوّل مسلسل «لعبة الحبار» خلال أربع سنواتٍ فقط (من 2021 إلى 2025) إلى رمزٍ تلفزيوني للدراما الكورية الحديثة. كما أنه يقدم نقدًا اجتماعيًّا لاذعًا لظروف الحياة القاسية في النظام الرأسمالي. استقطب المسلسل مختلف الشرائح العمرية والثقافية. أصبح ظاهرةً عالمية تُدرَّس في قاعات النقد الفني والإعلامي. كان له تأثير واضح على تشكيل الوعي الجماهيري بقضايا الفقر والجشع والبقاء على قيد الحياة.

ومع أن الموسم الثاني الذي عرض عام 2024 استوفى تطلّعات المشاهدين. وقدّم حبكة أكثر تعقيدًا وألعابًا أشدّ رعبًا. فإن الشغف يظلّ كبيرًا في أوساط المتابعين لمعرفة ما سيحدث في الموسم الثالث. هل تتجاوز اللعبة حدود كوريا الجنوبية إلى نطاقٍ دولي؟ وكيف ستتعامل الشخصيات الناجية مع تداعيات مشاركتها السابقة، وهل سيتمكّنون من إسقاط منظّمي اللعبة وكشف جرائمهم للعالم؟

تبقى هذه الأسئلة معلّقة، في انتظار تأكيداتٍ رسمية ومزيدٍ من الإعلانات من نتفليكس وفريق العمل. لكن الأكيد أنّ الإرث الذي خلّفه «لعبة الحبار» في عالم الدراما لن يندثر سريعًا. المزيج المتقن من التشويق والإثارة والطرح الاجتماعي العميق سيواصل اجتذاب الملايين من المشاهدين. في كل مرّة نعتقد أننا وصلنا إلى ذروة الحماس، ينجح المخرج هوانغ دونغ هيوك في خلق مستويات جديدة. يمزج بين التأمّل الإنساني والرعب النفسي. يؤكد أن الدراما ليست للترفيه فحسب. بل هي لحمل المرآة أمام المجتمع كي يرى نفسه على حقيقتها.

في هذه الأثناء، يظلّ الحديث عن مسلسل لعبة الحبار يتجدّد. البعض يشيد برسالته العميقة. في المقابل، البعض الآخر ينتقده بوصفه عملًا صادمًا ومُفرِطًا في العنف. لكن المؤكّد أنّه نجح في إثارة الأسئلة. لقد كسر الحدود التقليدية للدراما. تربع على عرش النجاحات العالمية. كما مهد الطريق لأعمال كورية أخرى تحاول سلوك الدرب نفسه. ومع ترقّب الموسم الثالث، لن ينقطع النقاش حول هذا العمل الفريد، ولا تزال اللعبة مستمرة، حتى إشعارٍ آخر.

Exit mobile version