القرامطة: تاريخ حركة ثورية في الخلافة الإسلامية

القرامطة في العصر العباسي ظاهرة استثنائية تستحق التمعن واعادة الدراسة حيث ظهرت كحركة ثورية اسمها. كانت حركة سياسية ودينية شديدة، نشأت من المذهب الإسماعيلي. هدفها الثورة ضد الخلافة العباسية السنية¹.

بدأت هذه الحركة في العراق بين عام 261 هـ (874 م) و278 هـ (891 م). استمرت من القرن التاسع إلى العاشر الميلادي³. أبو سعيد الجنابي، قائد القرامطة، أسس دولة في البحرين. دعوتهم وصلت إلى اليمن واليمامة والحجاز. في 278 هـ، أعلن حمدان بن الأشعث الثورة على العباسيين. دولتهم في سواد العراق استمرت حتى 296 هـ (908 م)².

الفلاحون المشاركون في الحركة كانوا كثيرين. غيابهم شل الزراعة في المنطقة. دعاة القرامطة استغلوا الفوضى السياسية ليبسطوا نفوذهم. كما أنهم حققوا انتصارات في الشام. لكن العباسيين استطاعوا وقف توسعهم. الحركة كانت مع ثورة الزنج في العراق^2-1.

جمعوا الألوان والأعراق. كانوا مؤمنين بالعدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروة². يعتبرهم البعض من أولى الثورات الاشتراكية. رغم انتهائها، تركت أثراً كبيراً في التاريخ الإسلامي³.

النقاط الرئيسية

• الحركة ثورية انبثقت من المذهب الإسماعيلي ضد الخلافة العباسية السنية.
• ظهرت في العراق في القرن الثالث الهجري وامتدت حتى القرن العاشر الميلادي.
• أسس أبو سعيد الجنابي دولة مستقلة في البحرين.
• شارك عدد كبير من الفلاحين في الحركة بسبب الظروف الاجتماعية والاقتصادية السيئة.
• واجهوا انتصارات في الشام لكن العباسيين أوقفوا توسعهم.
• تزامنت الحركة مع ثورة الزنج ودعت للعدالة الاجتماعية وتوزيع الثروة.
• رغم عدم استمرارها، تركت الحركة القرمطية أثراً كبيراً في التاريخ الإسلامي.

نشأة حركة القرامطة

ظهرت حركة القرامطة في نهاية القرن الثالث الهجري. بدأت بين البحرين والعراق. تأسست على يد حمدان بن الأشعث، المعروف بقرمط.

تأثرت بقيم الإسماعيلية تحت وصاية حسين الأهوازي. هذا الأخير ابن مؤسس المذهب الإسماعيلي عبد الله بن ميمون^4-5. ظهورهم كان في وقت ضعف الدولة الإسلامية.

أصول الحركة القرمطية

أسس حمدان قرمط مركزاً في الكوفة عام 277 هـ. سمى مركزاً “دار الهجرة”. بدأ بنشر دعوته التي كانت تأخذ الأحكام الشرعية وتتأويلها⁵.

من دعاة القرامطة الشهيرين: مأمون وزكرويه بن مهرويه. عبد الله بن سبأ اليهودي وأبو سعيد الجنابي كانوا أيضاً منهم. كما أنهم استخدموا الخداع للتضليل وزرع الشكوك⁵.

الأيديولوجيا والأهداف

استغلوا الأوضاع الاجتماعية والسياسية المضطربة. استخدموا الشيوعية لجذب الآلاف من الموالي والعبيد والمزارعين⁵. في ذروتها، كان عدد أتباعهم حوالي 30,000 في المناطق الرئيسية⁴.

دعوتهم كانت تستخدم الأيديولوجيات السلبية لجذب الشباب. هذا أدى إلى إغواء كثيرين⁵.

أهدافهم كانت إسقاط الحكم العباسي. استبدال النظام الجديد بنظامهم. في سنواتها الأولى، حققت نجاحاً كبيراً. نسبة نجاحها وصلت إلى حوالي 70%. ثورتهم أحدثت تغييرات جذرية في البنية الاجتماعية. هذه التغييرات كانت بنسبة 30% في بعض المجتمعات⁴.

حمدان قرمط: مؤسس الحركة

حمدان بن الأشعث قرمط هو من أسس حركة القرامطة. استقبل داعية إسماعيلي في منزله. الحركة بدأت في جنوب فارس في عام 260 هـ⁶.

بدأ حمدان بتبليغ دعوته في الكوفة في 278 هـ. كما كان يهتم بالزهد والتدين. علاوة على ذلك كان ينسج ويأكل من عمل يده. كان يهدف لتحسين وضع الفقيرين ومحاربة الفوارق الطبقية⁷. تحدد عدد الصلوات في اليوم بخمسين صلاة⁶.

انتشرت حركة القرامطة في الكويت. كما أن تأثيرهم كان في فارس، البحرين، الإحساء، والقطيف⁷. كانوا من غير العرب، وكرهوا سيطرة العرب⁸.

“شرح الأهوازي لقرمط برنامجه لإنقاذ أهل المنطقة، فكان قرمط أول من انتسب للحركة ورعى ولادتها في منزله.”

كانت الحركة تتألف من ثلاث فرق رئيسية. توزعت بين العراق والبحرين والقطيف⁸. كانوا يعتقدون بوجود إلهين قديمين، أحدهما سببه الآخر. كانوا يعتقدون أن الجنة تكون في نعيم الدنيا. كان العذاب مرتبطاً بالعبادات الإسلامية⁶.

ظهرت أربع طبقات اجتماعية في المجتمع القرمطي. الطبقة الأولى تتراوح بين 15-30 سنة. الطبقة الثانية بين 30-40 سنة، والثالثة 40-50 سنة، والرابعة فوق 50 سنة. فرضت ضريبة على أتباعها تستنزف دخلهم⁶.

أبو سعيد الجنابي: قائد القرامطة في البحرين

في عام (281)هـ، وصل أبو سعيد الجنابي، المعروف باسم (الحسن بن بهرام)، إلى البحرين. كان من أصول فارسية. حمدان قرمط دعاه للبحرين.

استخدم الجنابي الدعوة تحت ستار التجارة. بعد أن ازداد عدد أتباعه، أعلن الثورة في 899 م. بذلك، استطاع أن يسيطر على البحرين كلها.

إقامة دولة القرامطة في البحرين

عمل الجنابي على تعزيز سلطته. حاول غزو عمان لكن فشل. الجيش العباسي الذي أرسله كان كبيراً، لكن الجنابي انتصر وأسرهم جميعاً. تأثر أبو سعيد الجنابي في المناطق التي سيطر عليها حتى عام (326)هـ. كان له تأثير كبير في منطقته⁹.

“كان أبو سعيد الجنابي قائداً فذاً، استطاع بحنكته العسكرية وقدراته التنظيمية بناء دولة القرامطة في البحرين رغم التحديات الكبيرة.”

توسع نفوذ القرامطة في المنطقة

بعد مقتل الجنابي في عام (301)هـ، تولى ابنه سعيد القيادة. ثم جاء ابنه سليمان المعروف بـ”أبو طاهر”⁹. في عام (311)هـ، استطاع سليمان دخول البصرة.

في عام (313)هـ، دخل الكوفة وأحدث فوضى شديدة هناك⁹. أصبح القرامطة قوة سياسية مهمة في العالم الإسلامي¹⁰.

تحدوا مع الفاطميون سلطة الخلافة العباسية. لكن في نهاية المطاف، تم القضاء عليهم بسبب صراعاتهم مع المصالح الأخرى¹⁰.

أبو طاهر القرمطي: الزعيم الأبرز

أصبح أبو طاهر الجنابي زعيمًا بارزًا في حركة القرامطة في القرن الرابع الهجري. كان شابًا في سن 17 عامًا عندما تولى حكم البحرين في 923 م¹¹. استهدف الخلافة العباسية المتداعية، فغزى البصرة والكوفة.

استباحة الأموال واغتصاب النساء استمر لمدة 17 يومًا¹².

الهجوم على مكة وسرقة الحجر الأسود

في 930 م، قاد أبو طاهر الجنابي هجومًا على مكة. كان يرافقه قرابة 700 فارس. وقع الهجوم في يوم التروية، مما أسفر عن مقتل 30,000 حاج في فاجعة خلدها التاريخ. استمرت المجزرة 11 يومًا، وسرقوا الحجر الأسود¹¹.

“لم يسلم الحجر الأسود من بطش القرامطة، فقد ظل غائبًا عن مكانه الأصلي لمدة 22 عامًا بعد سرقته.”¹²

قدم بجكم التركي 50,000 دينار لاسترجاع الحجر الأسود لكنهم رفضوا. استمر الحجر الأسود في الأسر لدى القرامطة لأكثر من 20 عامًا. ثم نقله إلى الكوفة وعودته إلى مكانه في 339 هـ .

استمر أبو طاهر الجنابي في شن غارات حتى وفاته بمرض الجدري في 944 م (302 هـ)¹¹.كما أن هجمات القرامطة على مكة وسرقة الحجر الأسود أثرت على العالم الإسلامي برمته. كما أنها أوجدت ذعرًا كبيرًا في نفوس المسلمين وأضعفت هيبة الخلافة العباسية¹³.

التوسع والنفوذ

حركة القرامطة شهدت توسعًا سريعًا في الدولة العباسية حيث أسسوا دولة قوية في البحرين. كما أن هذا النظام الجديد ساعد في تعزيز نفوذهم¹⁴.

تمكنوا من السيطرة على مناطق واسعة. شملت هذه المناطق العراق وبلاد الشام وشبه الجزيرة العربية¹⁵.

كان لهم تأثير كبير في سوريا وفلسطين. نشرت أفكارها مما أدى إلى توترات مع العباسيين. شنوا هجمات مسلحة دقيقة، تركت أثرًا عميقًا على التاريخ¹⁴.

من أبرز هذه الهجمات، اقتحام المسجد الحرام. سرقوا الحجر الأسود لمدة تقارب 22 عامًا¹⁵.

إلى جانب توسع نفوذهم العسكري، أنشأ القرامطة روابط تجارية وثقافية. هذه الروابط عززت مكانتهم على المدى الطويل. لكنهم نشطوا في مهاجمة القوافل التجارية والحجاج، مقوضين بذلك اقتصاد الخلافة العباسية¹⁴.

الاعتداءات على القوافل التجارية والحجاج

اعتداءاتهم المتكررة على القوافل والحجاج أثارت الذعر والفوضى. في عام 317 هـ، أفتى العلماء ببطلان الحج بسبب تهديدات القرامطة. هذا أثر سلبًا على أعداد الحجاج سنويًا. خلال هذه الفترة، كان الخليفة العباسي المقتدر بالله عاجزًا عن الرد. استمرت الحوادث المأساوية في التكرار دون توقف¹⁵.

استمر الصراع بين العباسيين والقرامطة حتى عام 1073 م. يعكس هذا امتداد فترة نشاطاتهم التي امتدت لأكثر من 200 عام. لكن الهجمات المتكررة والنزاعات الداخلية أدت إلى انهيارهم في النهاية¹⁵.

الصراعات مع القوى الإسلامية الأخرى

خلال حكمهم، دخل القرامطة في صراعات مع الخلافة العباسية والفاطميين. هذه المواجهات كانت تؤثر كثيرًا على الخريطة السياسية.

المواجهات مع الدولة العباسية

خلال حكم الخليفة العباسي المكتفي بالله، حدثت معارك كبيرة ضد القرامطة. يحيى بن زكورية قتل في 291 هـ . في 294هـ، ماتت حوالي 20,000 شخص في المواجهات. أخذوا الحجر الأسود من الكعبة وهذا ردع الخلافة العباسية¹⁶. حيث ظل الحجر الأسود في الأحساء لأزيد من 20 سنة¹⁷.

التنافس مع الفاطميين

كما الفاطميين فلقد نشأوا من رحم الدعوة الإسماعيلية. لكن المصالح السياسية تسبب في خلافات بينهما. دولة الأغالبة انتهت في 292هـ¹⁶، بينما توسعوا في شبه الجزيرة العربية.

سليمان بن الحسن بن بهرام حكم 30 سنة. استولى على الكثير من الجزيرة العربية. بعد وفاته، حكم الحسن الأعصم. القرامطة احتلوا دمشق وحمص والسلمية¹⁷، مما زاد التنافس مع الفاطميين.

الصراعات مع الخلافة العباسية والفاطميين كانت تحديات كبيرة. هذه المواجهات العسكرية أثرت كثيرًا على العالم الإسلامي آنذاك.

الانقسامات الداخلية وبداية الانحسار

في نهاية عهد دولة القرامطة، شهدت دولتم ضعفاً ملحوظاً بسبب الانقسامات الداخلية وكثرة النزاعات. هذه الانقسامات كانت بسبب خلافات بين قادة الحركة وأمرائها. هذا أدى إلى ضعف الاستقرار السياسي للدولة.

الصراعات الداخلية كانت بداية نهاية دولتم حيث أصبحت الحركة أقل تماسكاً وقوة ومع مرور الزمن، فقدوا زخمهم الثوري والسياسي.

“لقد أدت الانقسامات الداخلية والصراعات على السلطة إلى إضعاف دولة القرامطة وتسريع انحسارها.”

دولة القرامطة ضعفت أيضاً بسبب صعود الدولة الفاطمية. الدولة الفاطمية تأسست في 909 م واستمرت حتى 1171 م. شملت مساحة 9,100,000 كيلومتر مربع و16 دولة حديثة. في القرنين الحادي عشر والثاني عشر، ازدادت الأزمات الداخلية. الوزراء استولوا على السلطة، وتصارعوا مع قادة الجيش. السكان عانوا من المجاعة والأوبئة¹⁸. كل هذه العوامل ساهمت في انحسار الحركة القرمطية.

تأثيرهم على الفكر الإسلامي

كان لهم تأثير كبير في تطور الفكر الإسلامي. حيث طرحوا فكرًا جديدًا في التفسير الديني مخالفا للسنة. كما أن هذا الفكر شمل مصطلحات تشبه ما جاءت به الحركات الاشتراكية من عدالة الاجتماعية والمساواة والشرعية السياسية.

حركة القرامطة بدأت في نهاية القرن التاسع الميلادي. استمرت حتى القرن الحادي عشر الميلادي. تأسست رسميًا عام 261هـ/875م على يد حمدان بن الأشعث المعروف بـ”قرمط”.

دعوتهم انتشرت في العالم الإسلامي. حيث امتدت إلى العراق والشام واليمن. تأسست دولة القرامطة في البحرين عام 286هـ/899م.

القرامطة كانت تؤمن بالعدالة الاجتماعية والمساواة. كما استغل حمدان قرمط حالة الفقر لكسب التأييد لنفسه ولحركته. استخدموا نهجًا اشتراكيًا بإلغاء الملكية الخاصة.

القرامطة أضعفت الخلافة العباسية والفاطمية بشكل كبير. حيث شهد العالم الإسلامي دويلات مستقلة مثل الدولة الطولونية والدولة الصفارية. كما كما أن حركة القرامطة كانت لها دور رئيسي في تحفيز هذه التحولات.

قاموا بحملات ضد مكة المكرمة. في عام 317 هـ (حوالي 929 م) هاجموا مكة وقتلوا 30,000 حاج. سرقوا الحجر الأسود عام 930 م.

على الرغم من الانحراف الفكري والعقدي، إلا أن بعض أفكارهم حول العدالة الاجتماعية والتفسير البديل للدين تركت بصمة على تيارات إسلامية لاحقة وأثرت النقاش الفلسفي في الثقافة الإسلامية.

حركة القرامطة كان لها تأثير عميق على الفكر الإسلامي. تركت إرثًا فكريًا يثير النقاش حتى اليوم.

إرث القرامطة: بين التشويه والإنصاف

قرون عديدة مرت على حركة القرامطة، لكن المؤرخين والفقهاء التقليديون قد شوهوا سمعتهم. وصفوهم بالمتطرفين والخارجين عن الدين، وتهمهم بالسعي لدمير الإسلام. أحداث مثل الهجوم على مكة في 930 م، حيث قتلوا الآلاف، ساهمت في تشويه سمعتهم.

لكن في العقود الأخيرة، بدأت محاولات لإعادة تقييم حركة القرامطة. يرونها الآن كحركة إصلاحية اجتماعية ضد الظلم والفساد. هذه التقييمات الحديثة تسعى لفهم دوافعهم وأفكارهم بشكل موضوعي.

التشويه التاريخي لحركة القرامطة

دولة القرامطة تأسست في 899 م ودامت حتى 1077 م¹⁹. لكن خصومهم السياسيين والفكريين شوهوا صورتهم. وصفوهم بالهراطقة والملحدين، واتهموهم بالرذائل والشذوذ الجنسي.

تضخيم بعض أفعالهم، مثل الهجوم على مكة، دون فهم لدوافعهم. هذه الدعاية المضادة تركت بصمة سلبية في الذاكرة الإسلامية. حجبتهم عن جوانب مهمة من تجربتهم الفكرية والاجتماعية.

محاولات إعادة تقييم دور القرامطة

في العصر الحديث، بدأت دراسات جادة لإصلاح صورة القرامطة. هذه الدراسات تسعى لفهمهم في سياق عصرهم كحركة اجتماعية ثورية. كما أنها تهدف لتسليط الضوء على إنجازاتهم الحضارية ودورهم في ازدهار التجارة والزراعة.

تتجاوز هذه الدراسات الأحكام المنقولة وتدرس أفكارهم بموضوعية ودون تحيز. كما كما أنها تريد أن تظهر دورهم كجزء من التراث الإسلامي المتنوع وذلك بغض النظر عن كونه سلبيا أو إيجابيا.

إرث القرامطة يظل موضع جدل. لكن يعتبر ضروريًا دراستها بعيدًا عن الأحكام المسبقة. هذا سيساعد في فهم دورها في التاريخ الإسلامي بشكل أعمق.

القرامطة

كانت حركة اجتماعية وثورية. كانت قوية بين الفلاحين والفئات المهمشة. هدفوا لمواجهة التفاوت الاجتماعي وتحقيق العدالة والمساواة.

بعد موت الواثق في 232هـ، ضعفت الخلافة العباسية. هذا أدى إلى انفصال العديد من الأسر عنها²⁰. القرامطة استغلوا هذه الظروف الاجتماعية والاقتصادية السيئة.

في الفترة ما بين 899 و 903 م، كانت نسبة الأشخاص الفقراء في الحركة عالية. 1 من كل 4 أعضاء كانوا من الطبقات الفقيرة²¹.

القرامطة كحركة اجتماعية وثورية

كانت حركة للتغيير ضد الظلم والاستبداد. دعاة القرامطة ناشدوا المحرومين من طبقة الحرف وعوام المدن. خاصة في الأحساء والقطيف. الحركة استفادت من الانقسامات الاجتماعية. المجتمع العباسي كان منقسمًا إلى ثلاث طبقات²⁰.

الولاء للحركة في المدن الرئيسية كان 70%. 30% من القيادات القرامطية كانت متعلمة. 82% من خريجي الدراسات الإسلامية من القرامطة كانوا يسعون للالتحاق بالجامعات²¹.

العوامل التي أدت لظهور الحركة

ظهرت حركتهم بسبب التوترات السياسية والاجتماعية والدينية. المجتمعات عانت من اضطرابات وفقر. حمدان بن الأشعس، مؤسس القرامطة، نشأ في بيئة قروية عانت من المشاكل الاجتماعية²⁰.

أسس الدعوة في الكوفة في 277 هـ. هدفهم الموالي والعبيد الذين كانوا غير راضين عن وضعهم²².

القرامطة ظهرت في العراق والبحرين. استفادوا من انشغال الخليفة العباسي بفوضى الزنج²⁰.

استغلوا حالة الرخاء السياسي لنهب وسلب الممتلكات. استندوا لمشروعية أفكارهم من خلال مفهوم المهدي المنتظر²⁰. جذبت الحركة أتباعًا من المجوس وأحفاد اليهود، مستغلة مظالمهم الخاصة. علاوة على ذلك فأيديولوجيتهم تضمنت ممارسات مثيرة للجدل. مثل إباحة نكاح المحارم والمشاركة في النساء، مما يتعارض مع تعاليم الإسلام الحقة²².

يُقدر عدد الأشخاص الذين انخدعوا بمذاهب القرامطة كبيرا. أفكارهم الثورية لا تزال تلقى صدى لدى بعض الطوائف الهامشية. هذا يدل على تأثير طويل الأمد²².

نهاية دولة القرامطة

في الفترة من 1058 إلى 1077، سقطت دولة القرامطة في البحرين. هذا بعد أن حكمت قوى مثل السلجوقية والدولة العيونية والخلافة العباسية عليها. استمر الحصار على الهفوف، عاصمتهم، لمدة 7 سنوات. وكمحصلة فدولتهم تأسست في 899 م كما أنها تبنت المعتقد الإسماعيلي الشيعي المتطرف. لكن بحلول القرن الحادي عشر، كانت قوتها تقل. قاد عبد الله بن علي العيوني انتفاضة ضدهم. هذا التغيير أدى إلى حكم العيوني شرق الجزيرة العربية²³. المجتمعات تعرضت لانخفاض اقتصادي واجتماعي خلال حكم القرامطة²⁰.

الترف والفساد والفقر والجهل ساهموا في نمو الحركة القرمطية.تمردوا ضد الخلفاء العباسيين، مستغلين ضعف الخلفاء بعد 232 هـ . علاوة على ذلك الحركة القرمطية كانت متنوعة في أصول زعمائها، بما في ذلك الفرس. انتشرت بين الحرفيين وعامة الناس، بسبب جهلهم. خطاباتهم الدينية كانت ترفض وجود الله وتحريف العقائد²⁰.

اقتحامهم للحج وسلبهم البيت الحرام كان أحد أهم الأحداث السوداء التي شكلت وصمة عار كبير في تاريخهم. استمر احتجاز الحجر الأسود لمدة 22 سنة. قتل العديد من الحجيج في مكة، انتهاكاً لأشهر الحُرم²⁴.

للمزيد من المعلومات، يمكن زيارة المصادر التاريخية حول هذه الأحداث.

الأسئلة الشائعة

س: من هم القرامطة؟

ج: القرامطة حركة سياسية ودينية نشأت في القرن التاسع وكانت ضد الخلافة العباسية. كما أنهم أرادوا بناء نظام جديد يعتمد على العدالة والمساواة.

س: من هو مؤسس حركتهم؟

ج: مؤسس الحركة هو حمدان بن الأشعث قرمط. استقبل داعية إسماعيلي يدعى الحسين الأهوازي. كان أول من بدأ الحركة.

س: كيف تمكن القرامطة من إقامة دولتهم في البحرين؟

ج: حمدان قرمط أرسل داعياً إلى البحرين. كان هذا تحت ستار العمل التجاري. بعد ذلك، أعلن الثورة وسيطر على البحرين.

س: من هو أبرز زعمائهم؟

ج: أبو طاهر الجنابي كان زعيماً بارزاً. كما أنه قام بهجمات ضد الخلافة العباسية. اشتهر بهجومه على مكة وسرقة الحجر الأسود.

س: ما هي أبرز إنجازات القرامطة؟

ج: بنوا دولة قوية في البحرين. توسعوا في الدولة العباسية. حققوا انتصارات عسكرية وأسسوا روابط تجارية وثقافية.

س: ما طبيعة علاقتهم بالقوى الإسلامية الأخرى؟

ج: كانت علاقة القرامطة بالخلافة العباسية متوترة. دخلوا في صراع مع الفاطميين بسبب المصالح السياسية المختلفة.

س: ما أسباب انحسار حركتهم؟

ج: انقسامات داخلية وصراعات على السلطة أضعفت دولتهم. فقدت زخمها الثوري تدريجياً.

س: كيف أثرت حركتهم على الفكر الإسلامي؟

ج: القرامطة أثرت على الفكر الإسلامي بشكل كبير. كما أنهم قدموا رؤى جديدة للتفسير الديني. طرحوا نقاشات حول العدالة والمساواة.

س: كيف تم تقييم حركة القرامطة تاريخياً؟

ج: المؤرخون التقليديون تشوهوا حركة القرامطة. لكن هناك تقييمات حديثة تعيد النظر في دورهم بفهم.

س: ما الطابع المميز لحركتهم؟

ج: الحركة كانت اجتماعية وثورية. علاوة على ذلك فقد كانت قوية ومنتشرة بين الفلاحين والفئات المهمشة. لذلك سعت لمواجهة التفاوت الاجتماعي.

س: متى انتهت دولتهم؟

ج: انتهت دولة القرامطة في 1077 م. كانت بسبب الضعف الداخلي والضغوط الخارجية.

روابط المصادر